أوكرانيا تتقدم في روسيا مع اتهام عمدة موسكو لكييف بشن “واحدة من أكبر الهجمات بطائرات بدون طيار على الإطلاق”

سي إن إن
—

وشهد التقدم الجريء الذي حققته أوكرانيا عبر الحدود مع روسيا استمرار القوات في تدمير الجسور الرئيسية في الجزء الغربي من البلاد، بينما اتهم عمدة موسكو كييف يوم الأربعاء بمحاولة إطلاق “واحدة من أكبر الهجمات بطائرات بدون طيار على الإطلاق” على العاصمة.

منذ بدء التوغل الأوكراني قبل نحو أسبوعين، تتقدم قواته ببطء في كورسك وتدمر الجسور الرئيسية في محاولة لشل القدرات اللوجستية لموسكو وتعطيل طرق الإمداد.

في الأسبوع الماضي، تم تعطيل جسرين على الأقل فوق نهر سيم في كورسك. وقالت أوكرانيا إنها استخدمت “ضربات جوية دقيقة” في أحد الجسرين، وزعمت روسيا أن كييف استخدمت صواريخ غربية في الجسر الآخر.

وبعد ذلك، قامت روسيا ببناء ما لا يقل عن ثلاثة جسور عائمة – جسور عائمة مؤقتة تُستخدم غالبًا في حالات الطوارئ أو الحرب – عبر النهر، وفقًا لصور الأقمار الصناعية من Planet Labs و BlackSky.

ومنذ ذلك الحين، استهدفت طائرة بدون طيار أوكرانية أحد الجسور، بحسب مقطع فيديو حصلت عليه شبكة CNN وحددت موقعه الجغرافي.

تم تصميم نوع الطائرة بدون طيار المستخدمة للاصطدام بالهدف والانفجار، مما يؤدي إلى تفجير رؤوسها الحربية وتدمير الطائرة بدون طيار في هذه العملية. وبالمقارنة بالطائرات العسكرية التقليدية الأكبر حجمًا والتي تعود إلى القاعدة بعد إسقاط الصواريخ، فإن هذه الطائرات أصغر حجمًا ويصعب اكتشافها، ويمكن إطلاقها من مسافة بعيدة.

ويظهر الفيديو طائرة بدون طيار تصطدم بإحدى المركبات المستخدمة في إنشاء الجسر العائم وتحريكه. ورغم أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الطائرة بدون طيار قد دمرت المركبة، إلا أن صور الأقمار الصناعية التي التقطتها شركة بلاك سكاي يوم الثلاثاء أظهرت أن الجسر قد دمر بالكامل – مع وجود ندوب حرق كبيرة في المنطقة التي كان بها الجسر.

وفي قسم آخر من النهر القريب، يمكن رؤية جسر عائم جديد يمتد عبر المياه في صور الأقمار الصناعية. كما شوهد جسر عائم ثالث في صور الأقمار الصناعية من وكالة الفضاء الأوروبية ومختبرات Planet Labs.

لقد ترك هجوم كورسك روسيا تكافح من أجل تعزيز أراضيها. يوم الثلاثاء، قال قائد الجيش الأوكراني أوليكساندر سيرسكي إن قواته تقدمت حتى مسافة 35 كيلومترًا (21.7 ميلًا) عبر الدفاعات الروسية منذ بدء هجومها المفاجئ، واستولت على 93 مستوطنة.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن التوغل يهدف إلى إنشاء “منطقة عازلة” لمنع الهجمات عبر الحدود من قبل قوات موسكو، وتعطيل الاقتصاد الروسي و”تدمير أكبر قدر ممكن من إمكانات الحرب الروسية”.

وفي اليوم نفسه، قال السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأميركية، اللواء باتريك رايدر، إن روسيا حتى الآن “واجهت صعوبة بالغة في الرد، وما زلنا نرى بعض التقدم الأوكراني في هذا الصدد” – حتى مع قيام موسكو بتحريك “عدد صغير من القوات” إلى منطقة كورسك.

وقال “لقد أظهرت بالتأكيد إبداع الأوكرانيين وبراعتهم في ساحة المعركة، ولكن عندما يتعلق الأمر بأهدافهم طويلة الأجل هنا، فهذا شيء لا نزال نناقشه معهم”.

ولم يذكر رايدر المكان الذي ترى الولايات المتحدة أن القوات الروسية تتحرك منه.

وذكرت شبكة “سي إن إن” الأسبوع الماضي أن روسيا حولت عدة آلاف من قواتها من الأراضي المحتلة في أوكرانيا إلى كورسك.

وزعمت السلطات الروسية أيضًا الأربعاء أن أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها دمرت 45 طائرة بدون طيار أوكرانية خلال الليل: بما في ذلك 11 فوق موسكو، واثنتان فوق منطقة بيلغورود الحدودية واثنتان في كورسك.

وقال عمدة موسكو سيرجي سوبيانين في منشور على تليجرام يوم الأربعاء: “هذه واحدة من أكبر المحاولات لمهاجمة موسكو بطائرات بدون طيار على الإطلاق”.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن سوبيانين قوله إن بعض الطائرات بدون طيار دمرت فوق مدينة بودولسك، على بعد نحو 38 كيلومترا جنوب الكرملين.

ونقلت وكالة رويترز عن سوبيانين قوله إن المعلومات الأولية حتى الآن لا تشير إلى وقوع إصابات أو أضرار. ولم يتسن لرويترز التحقق من تصريحاته بشكل مستقل، ولم يرد تعليق فوري من أوكرانيا.

وكانت أوكرانيا قد شنت هجمات بطائرات بدون طيار على العاصمة الروسية من قبل – ولا سيما في يوليو/تموز 2023 عندما ضربت طائرات بدون طيار مبنيين غير سكنيين، أحدهما بالقرب من مقر وزارة الدفاع. وقال سوبيانين بعد ذلك إنه لم تقع أضرار جسيمة أو إصابات في ذلك الوقت.

وفي نوفمبر/تشرين الثاني، قالت روسيا إنها أحبطت أكثر من 20 هجوما أوكرانيا بطائرات بدون طيار، بما في ذلك على موسكو – والتي جاءت بعد وقت قصير من شن روسيا أكبر هجوم بطائرات بدون طيار ضد العاصمة الأوكرانية منذ بدء الغزو الشامل.